الأحد، 17 يوليو 2011

السامية بين الحقيقة والخيا ل (مفقود من يقربها )


عن شبكة الاعلام العربية
"معاداة السامية" كذبة يهودية تحولت لجريمة دولية

سيف سلطه الغرب على رقاب " اليهود " وبعد فترة استغلوه في محاربة كل من يعارض مصلحتهم .. اسمه "معاداة السامية"، وهو مصطلح يتشدق به اليهود في مناسبة أو غير مناسبة ويصبوا به جام غضبهم على من لا يوافق هواهم أو كل من يعطس في وجه أحدهم، فيصبح بقدرة قادر من المجرمين العتاه وكاره لشعب الله المختار وحقهم في الوجود والأهم أنه لاسامي.

ومن يتجرأ ويرتكب هذا الجرم عليه الاستعداد للسجن الفورى إذا كان مقيما فى أمريكا أو أحد الدول الأوروبية، وإذا كان مقيما في الخارج فيوضع على قوائم الانتظار فى جميع مطارات موانيء أمريكا وأوروبا لإلقاء القبض عليه فورا وترحيله إلى السجن، بالإضافة إلى منع جميع المؤسسات العالمية من التعامل معه ومصادرة أمواله فى جميع بنوك أمريكا وأوروبا لصالح اسرائيل !

وبعد أن كانت معاداة السامية مجرد صناعة مبتدعة تكرس مشروع الصهيونية التوسعي فتطلق على كل من يعارض امتداداتها الاستعمارية في المنطقة العربية أونفوذها في الغرب أصبحت الآن قانونية ومعترف بها من جانب أكبر دول العالم، حيث أقرت أروقه الكونجرس الأمريكي "قانونا دوليا" يخلط بين السامية واليهودية والصهيونية ويغطي جرائم الكيان الصهيوني ويعتبر المتعرض لها معادياً للسامية.

وكما ورد بكتاب "معاداة السامية" تحرير د. نادية مصطفى أنه في عام 2004 وقع الرئـيس الامريكي السابق جورج بوش على قانون يلزم وزارة الخارجية برصد وملاحقة الأعمال المعادية للسامية في العالم، وذلك بعد اقرار الكونجرس للمشروع الذي تقدم به عضو الكونجرس اليهودي توم لانتوس المعروف بعدائه الشديد للعرب.

كما تلقى الصهاينة دعم 55 دولة و220 منظمة غير حكومية من منظمات حقوق الانسان وحرية الصحافة, من خلال وضع أنفسهم في خدمة اللوبي اليهودي، حيث اتفق الجميع في مؤتمر منظمة الامن والتعاون في أوروبا الذي عقد في برلين2004 للـ "الوقوف ضد معاداة السامية" وحضره وزير الخارجية الامريكي وممثلون عن دول عربية واسلامية.

تلاكيك صهيونية !

وأخيرا اتهم اللوبي الصهيوني في واشنطن من خلال مجلة "فرونت بيج ماجازين" د. داليا مجاهد، عضو المجلس الاستشارى للأديان التابع للبيت الأبيض بمعاداة السامية بعد مشاركتها أكتوبر الماضى فى برنامج حوارى بريطانى، تقدمه عضوة فى حزب التحرير، الذى تتهمه الولايات المتحدة بالعداء للسامية.

وبأسلوب غير مهذب قالت المجلة التى يرأس تحريرها اليهودى المتشدد ديفيد هورويتز، 2 نوفمبر الحالي :"إن مجاهد، استمراراً فى استعراض السذاجة، زعمت أنها لم تكن لديها أى فكرة بشأن علاقة مقدمة البرنامج أو الضيفة الأخرى بحزب التحرير، حتى تم تقديمها على الهواء" وأضافت :" إنه من الصعوبة بمكان تخيل أن الدكتورة داليا مجاهد، بما تملكه من معارف، قد فاتها ما يمكن أن يسفر عنه بحث بسيط عبر موقع "جوجل" عن طبيعة البرنامج".

وكانت د. داليا مجاهد، أول مسلمة تصبح مستشارة خاصة لرئيس أمريكي وهي مصرية الأصل وتحمل الجنسية الأمريكية، شاركت فى 8 أكتوبر الماضى بمداخلة هاتفية فى برنامج "مأزق المسلمة" الذى تبثه شبكة "إسلام تشانل" البريطانية، وتقدمه ابتهال إسماعيل، التى يعتقد أنها عضو فى حزب التحرير، الذي يدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية وتوحيد الدول الإسلامية تحت مظلتها .

وتوجه المجلة، المعادية لوجود المسلمين في أمريكا، هذه الاتهامات التي لا تصنف بأي حال من الأحوال كاتهامات وكأنها سقطة لـ د. مجاهد أمسكت بها هذه المجلة، أو أنها جرم لا يغتفر لها عندما أجرت مداخلة في البرنامج السابق ذكره، أي خطأ في هذا، وما هي طبيعة هذا الإجرام الذين اتهموا به بسخرية واستهزاء سيدة ذات مركز مرموق مثل د. داليا مجاهد.

السامية .. ماذا تعني ؟

ولنكشف النقاب عن تاريخ معاداة السامية التي صدع بها اليهود والإسرائيليون رؤوس شعوب العالم أجمع ليل نهار، وللعلم فإن وصف معاداة السامية أو اللاسامية مستحدثاً، فلم تذكر المصادر التاريخية العالمية كلمة الساميين، فاللغات اليونانية واللاتينية والفارسية والهندية والصينية لا تذكر كلمة سام وحام أو يافث نهائيا.

وسام وحام ويافث أبناء نبي الله نوح عليه السلام ومن سلالتهم عمرت الأرض، والساميون تعني سلالة سام وهو مصطلح توراتي يقسم الأجناس البشرية إلى ثلاثة أقسام على أساس اللون.

فالأسود لون الحاميين الذين يسكنون القارة الأفريقية، واللونان الأبيض والأصفر سمة اليافيثين وهم شعوب الهندوأوروبية التي تسكن الشرق الأقصى وأجزاء من الشرق الأدنى القديم "بلاد فارس وآسيا الصغرى" والشعوب الأوروبية، واللون المتوسط بين هذين اللونين هو لون الساميين ويقصد بهم الشعوب التي تقيم في شبه الجزيرة العربية والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين.

وهذا يعني أن العرب واليهود ينضوون تحت اسم واحد محدث وهو "السامية"، لكن اليهود اختزلوا المسمى عليهم فحسب وعدوا العرب والمسلمين أعداء للسامية. وفي دراسة للدكتور محمد خليفة حسن مدير مركز الدراسات الشرقية بجامعة القاهرة أكد أن اليهود من الغرب ليسوا ساميين أصلاً وأن الساميين في التاريخ القديم يمثلون أساساً عرب شبه الجزيرة العربية التي كانت بلادهم تمثل المهد الأول للسامية.

وداوني بالتي هي الداء

ومن المفارقات العجيبة، أن من أوجد مصطلح "معاداة السامية" ليسو اليهود بل أنه استخدم في البداية ضدهم كوسيلة للقضاء عليه، حيث ظهر في نهاية القرن التاسع عشر في ألمانيا على أساس التمييز بين عرقين "العرق الآري" و"العرق السامي"، حيث أدى النشاط اليهودي في كل مجالات الحياة إلى إثارة كراهية الألمان لهم.

أما أول من أطلق مصطلح معاداة السامية كان الصحفي "وليم مار" عام 1879 لتمييز الحركة المضادة لليهود وتم إنشاء جمعية معاداة السامية التي تمكنت من جمع 255 ألف توقيع يطالب بطرد اليهود من ألمانيا.

وانتقلت حركة معاداة السامية من ألمانيا إلى بقية البلاد الأوروبية في روسيا وإنجلترا وإيطاليا بالإضافة إلى الولايات المتحدة. وفي مدينة درسدن الألمانية انعقد أول مؤتمر دولي لمعاداة السامية ونادى بتطبيق قيود متعصبة ضد اليهود وقد أدى نشر بروتوكولات حكماء صهيون بعد الحرب العامية الأولى إلى دعم الاتجاه المعادي للسامية.

أما في الولايات المتحدة، حليفة الصهاينة الأولى الآن، دعم هنري فورد الحركة المعادية لليهود معنوياً ومالياً. وفي ألمانيا جعل أدولف هتلر المعاداة للسامية أحد المبادئ الأساسية لبرنامج حزبه النازي

من النقيض إلى النقيض

ولأن دوام الحال من المحال ولأن اليهود يتميزون بدهاء خارق وقدرة على استغلال الفرص فقد حولوا مصطلح معاداة السامية من ضدهم إلى جانبهم وأصبحوا يتشدقوا به كل ساعة وأوان ويقذفونه دائما في وجه من لا يأتي على هواهم.

وبمرور السنوات أثبت اليهود أنهم بلا أصدقاء والكل أعداءهم طالما فكروا ولو للحظات ضد مصلحتهم، ولم يسلم من البركان اليهودي حتى وزير الخارجية البريطانية آرثر بلفور ، حيث دخل حيز دائرة الغضب الإسرائيلي بعد عام 1905 عندما أصبح من أولوياته إقرار قانون يحد من هجرة اليهود من أوروبا الشرقية إلى انجلترا.

وهو الدافع وراء إعلان وعد "بلفور" الشهير، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين، مؤكدة وقتها أن هذا الإعلان لا يندرج تحت معاداة اليهود، لكن بسبب زيادة أعداد اليهود في بريطانيا، ورغم ذلك فقد اتهم اليهود الحكومة البريطانية بمعاداة اليهود.

وعلى هذا المنوال يصنف كل من يضاد المشروع الصهيوني أنه عدو للسامية، حيث حمل هذا اللقب مبكرا الفيلسوف "أويغين دوينغ"، حينما وصف اليهودي بأنه من أحط المخلوقات في الكون وأنه غير مبدع وسارق يعتدي على منجزات الشعوب الحضارية ويتنكر لكل ما قدم له من أفضال، ولذا اقترح دوينغ عزل اليهود عن المجتمع وعدم مساواتهم بمواطني الدول التي يعيشون في كنفها، كان ذلك عام 1881 عندما أصدر كتابه "المسألة اليهودية مشكلة عرقية وأخلاقية وحضارية".

ثم تحول تعبير معاداة السامية إلى صناعة، يستخدمها اليهود للحصول على الكثير من المصالح، كما أكد الكاتب اليهودي نورمان فنكلشتاين في كتابه "صناعة الهولوكوست"، والذي أكد فيه أن اليهود يستعملون الهولوكوست لتبرير السياسة الإجرامية التي تتبناها إسرائيل في ابتزاز الأموال من أوروبا باسم عائلات الضحايا.

كثيرون هم .. أعداء السامية


ولن تستطيع إحصاء من تم اتهامه بمعاداة السامية .. فهم كُثر، وكما تبين فهناك من يرصد كل شاردة وواردة تمس اليهود والإسرائيليين، فلم تتوانى رابطة مكافحة التشهير، إحدى أنشط منظمات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، لحظة عن اتهام رابطة العالم الإسلامي بمعاداة السامية، كما اتهمتها بالارتباط بمنظمات خيرية مرتبطة بـ"الإرهاب" في سبتمبر 2009.

ودعت المنظمة اليهودية، التي أنشئت عام 1913 لوقف تشويه صورة الإسرائيليين والاساءة إليهم سواء عن طريق استعمال العقل والمنطق أو اللجوء للقضاء، في بيانٍ لها القيادات الدينية حول العالم إلى "إدانة معاداة السامية التي تمارسها رابطة العالم الإسلامي، وعدم المشاركة في لقاءاتها وتجمعاتها الدينية"


أما الفليسوف الفرنسي الشهير روجيه جارودي فقد وجهت له محكمة فرنسية عام 1998 تهمة معاداة السامية لتشكيكه في محرقة اليهود في كتابه "الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية"، حيث شكك في الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين، ومن ثم أصبح المفكر الفرنسي الفذ حبيس جدران منزله وممنوع من التحدث إلى الصحافة أو نشر رصيده الفكري.

وأصدرت المحكمة حكمها استنادا لقانون جيسو الفرنسي الذي يحرم المساس أو تكذيب الاضطهاد النازي لليهود، وواجه جارودي حملة ضارية في أوروبا بعد كتابه الذي انهى أكذوبة الرقم الذي يبتزون به الإسرائيليين الضمير العالمي، ومنذ ذلك الوقت دفن الرجل حيًّا على حد تعبير صديقه الأب "ميشال ليلونج" وتخلى عنه كل المقربين منه وانعزل في شقة قاصية في ضواحي باريس وربما حتى وفاته.


الأربعاء، 6 يوليو 2011

المشروع الصهيونى


د. محسن محمد صالح

الأستاذ المشارك في الدراسات الفلسطينية

وتاريخ العرب الحديث

جذور ظهور المشروع الصهيوني

لقد بدأت معالم مشروع إنشاء الدولة اليهودية على أرض فلسطين بالاتضاح وفق برنامج ورؤية محددة عندما أنشأ اليهود بقيادة ثيودور هرتزل المنظمة الصهيونية العالمية في بال بسويسرا، في 27-29 أغسطس لعام 1897، حيث انعقد مؤتمرها الأول، وقرر العمل على إنشاء هذه الدولة.

تُرى؟ ما الذي جعل اليهود ينتبهون لأنفسهم فجأة، في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي ليبدءوا السعي لإنشاء كيانهم الغاصب في فلسطين؟ ما الذي دفعهم إلى العمل السياسي المبرمج بعد أن انقطعت صلتهم عملياً بفلسطين منذ سنة 132م، أي قبل ذلك بألف و 800 عام تقريباً؟، ولم يبق من الذكرى سوى تاريخ مضطرب مشوش إلى جانب الشعوب والحضارات العظيمة التي حكمت المنطقة، ولم يسكن هذه الأرض قبلهم سوى أقلية قليلة لا يؤبه لها عاشت كغيرها من الطوائف في ظل التسامح الإسلامي. بل، وما الذي يدفع يهود الخزر "الأشكناز"، وهم 80% من يهود العالم في عصرنا، إلى التفكير في فلسطين دولة ووطناً، وهم لا يرتبطون بها تاريخياً على الإطلاق، فلا هم من أحفاد بني إسرائيل القدامى، ولا هم سكنوا هذه الأرض أو استوطنوها قبل ذلك أبداً؟!وذلك حسبما تشير دراسات عدد من الباحثين اليهود أنفسهم أمثال آرثر كوستلر وغيرهم. ويبرز تساؤل آخر عن كيفية تحول عقلية اليهود الذي كانوا يؤمنون طوال الفترة الماضية أنهم استحقوا الشتات بسبب خطاياهم، وأن عليهم انتظار قدوم المسيح الخاص بهم "الماشيح"، أو "المسيا"، وعند ذلك يجوز لهم الذهاب والاستقرار في فلسطين لإقامة كيانهم؟

إنه لا يمكن توضيح كل ذلك إلا بفهم عدد من التحولات الهامة التي حدثت في التاريخ الأوروبي الحديث خصوصاً منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي، وكان أبرزها:

1. ظهور البروتستانتية وانتشار "الصهيونية غير اليهودية"[58]: فقد أحدثت البروتستانتية بوصفها حركة إصلاح ديني بعثاً للفكر العبري اليهودي، عندما ركزت على الإيمان بالعهد القديم "التوراة"، والإيمان بأن اليهود سيُجمعون في فلسطين من جديد للإعداد لعودة المسيح المنتظر، الذي سيقوم بتنصيرهم، وبالتالي يبدأ عهد يمتد لألف سنة من السعادة.

وقد تطور الاهتمام بالتوراة بين البروتستانت (الذين شكلوا أغلبية السكان في بريطانيا والولايات المتحدة وهولندا ونصف سكان ألمانيا. . )، باعتبارها كلمة الله والمرجع الأعلى للسلوك والاعتقاد. ومن خلال قراءتهم للتوراة التي طبعت ونشرت بكل اللغات الأوروبية ارتبطت فلسطين في الأذهان بكونها "أرض الشعب المختار "اليهود"، وأصبح اليهود بالنسبة إليهم هم " الفلسطينيون" الغرباء الموجودون في أوروبا؟!، وفي سنة 1621 ظهر أول كتاب معروف في بريطانيا حول توطين اليهود في فلسطين لمؤلفه البريطاني السير هنري فنش، H. Finch بعنوان البعث العالمي الكبير أو عودة اليهود.

وقد تكرس هذا الأمر في عقائد الأوروبيين وفكرهم وأدبهم وفنهم، وظهر في كتابات مشاهيرهم أمثال: مارتن لوثر M. Luther ( 1483- 1546)، وإسحاق نيوتن I. Newton (1643- 1727)، وجان جاك روسوJ. Rousseau (1712-1778)، وبريستلي J. Priestly (1733- 1804)، وغيرهم. وهذا أصبحت فكرة ضرورة إعادة فلسطين لما يسمى أصحابها "اليهود" شائعة.

وقد ظهرت انعكاسات هذه الفكرة (فضلاً عن الروح الصليبية)، في أذهان القادة البريطانيين السياسيين والعسكريين الذين تولوا احتلال فلسطين 1917- 1918، وإعطاء وعد لليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين من أمثال رئيس الوزراء لويد جورج، وملك بريطانيا جورج الخامس وقائد القوات البريطانية التي احتلت فلسطين اللنبي، وعَدَّت شخصيات بريطانية نفسها بمثابة "الأداة التي أرسلها الرب لتحقيق الوعد وإرجاع الأرض المقدسة إلى بني إسرائيل".

وهذا ما يعرف بالصهيونية غير اليهودية، حيث وجدت الفكرة الصهيونية أرضاً خصبة وبيئة مناسبة واستعداداً شعبياً وسط مسيحيي أوروبا خصوصاً البروتستانت لقبولها ونموها وتحققها.

2. التغيرات السياسية في أنظمة الحكم الأوروبية: خدمت الثورةُ الفرنسية (ضد الحكم الملكي سنة 1789) اليهودَ بشكل مباشر وغير مباشر. فقد أخذت تتغير طريقة تعامل أنظمة الحكم الأوروبي مع اليهود الذين كانوا يُعاملون باستحقار أو كفئة من الدرجة الثانية، ويسكنون في أحياء خاصة بهم "جيتو". فشهد القرن التاسع عشر في أوروبا الغربية والوسطى عملية "تحرير" لليهود، وتحطيم أنظمة الجيتو، ومعاملة اليهود كمواطنين كاملي الأهلية و الحقوق بشكل مساو للآخرين. وانعكس ذلك إيجاباً على قدرة اليهود في اختراق هذه المجتمعات، وتحسين مكانتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وتأثر اليهود منذ أواخر القرن الثامن عشر بما يعرف بحركة الاستنارة "الهسكلا"، في أوساطهم. وكان أبرز مُنظِّريها موسى مندلسون M. Mendelssohn (1726- 1786)، وهوفيلسوف يهودي ألماني. وقد دعت هذه الحركة إلى أن يحاول اليهود الحصول على حقوقهم المدنية كاملة عن طريق الاندماج في المجتمعات التي يعيشون في وسطها، ويكون الولاء للبلاد التي ينتمون إليها وليس "لقوميتهم الدينية". ويرون أن ذلك ممكن بفصل الدين اليهودي عن القومية اليهودية، حتى تتلاءم مع الأنظمة العلمانية في أوروبا. وقد استمرت هذه الحركة قوية حتى 1880، وأسهمت من جهتها في إنهاء أنظمة الجيتو، والانعزالية اليهودية، والاستفادة من الإمكانات الأوروبية المتاحة، وزيادة النفوذ اليهودي[59].

وفوق ذلك فقد تمكن اليهود من خلال سيطرتهم على المنظمات الماسونية من ضمان قدر أكبر من النفوذ على رجال السياسة والاقتصاد والإعلام في عدد من البلدان مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. بل وتمكن يهود الدونمة من اختراق المؤسسات العثمانية والسيطرة على حزب الاتحاد والترقي الذي قام بإسقاط السلطان عبد الحميد الثاني، وتسبب بشكل كبير في إنهاء الطابع الإسلامي للدولة العثمانية، بل وإلغاء الخلافة نفسها فيما بعد.

3. انتشار الظاهرة القومية في أوروبا: فقد انتشرت الحركات القومية في أوروبا وأصبح كل مجتمع أوروبي يؤكد على قوميته الخاصة ويبرز مزاياها، واختلافها عن الآخرين، فتوحَّد الألمان تحت زعامة بسمارك، وتوحَّد الإيطاليون تحت زعامة كافور، وركزت القوميات الألمانية والسلافية (الروسية خصوصاً) على الروابط العضوية، وكانت ترى تميّزها عن غيرها والاختلافات - وليس المساواة - مسألة جوهرية، وبالتالي صنف اليهود في ألمانيا والمناطق السلافية في أوروبا الشرقية وروسيا على أنهم "أغيار" غرباء مما منع من فرص اندماجهم. وقد زاد من تفاقم الوضع تضاعف أعداد السكان اليهود خصوصاً في أوروبا الشرقية (بولندا بالذات)، بشكل طرح مشكلة الفائض السكاني اليهودي وإمكانية استيعابه. وقد خدمت الظاهرة القومية في أوروبا الفكرة الصهيونية في اتجاهين

الأول: أن اليهود أنفسهم أخذوا يتساءلون عن كيفية تحقيق هويتهم القومية، ووجدوا أن هذا غير ممكن ما لم يتجمعوا من شتاتهم على أرض محددة "فلسطين"، حتى تكتمل مواصفات دولتهم القومية، لأنهم وضعهم في أوروبا هو وضع "شعب بلا أرض".

الثاني: أسهمت ظاهرة القومية في فشل حركة الهسكلا "التنوير" أو الاندماج في أوروبا الشرقية، مما شجع اليهود على البحث عن بدائل أخرى، سواء بالانكفاء على الذات وانتظار المخلص "المسيح المنتظر"، أو المشاركة في الحركات الثورية في سبيل تغيير الأوضاع، أو بالهجرة إلى أوروبا الغربية وأمريكا، أو بالسعي لتحقيق قوميتهم الخاصة.

4. ظهور "اللاسامية" ونشوء المشكلة اليهودية: وهي مرتبطة بالنقطة السابقة، إذ إن الوضع في روسيا أسهم بشكل أساسي في تفجير المشكلة اليهودية ، فلم يتفاعل يهود روسيا كثيراً مع حركة التنوير "الهسكلا"، وقاوموا عمليات الدمج والتحديث الروسية التي تميزت بالفوقية، والتي نفذت عن طريق القسر والإرهاب، والتي لم تعتمد المساواة أساساً لإنهاء انعزالية اليهود وحياة الجيتو. ثم إن الطبيعة اليهودية المحافظة المتشككة أسهمت في تفاقم الوضع هناك. كما أن مشاركة اليهود بفاعلية في قيادة الحركات الثورية اليسارية زادت من عداء السلطات القيصرية الملكية الروسية ضدهم، وانفجرت العداوة ضدهم بشكل مكشوف إثر اغتيال قيصر روسيا الكسندر الثاني سنة 1881، والتي اتهم فيها اليهود. فبدأت موجة من الإجراءات العديدة القاسية ضد اليهود سميت اللاسامية، أي توجيه العداء لليهود لكونهم ينتمون إلى العرق السامي، وصاحب هذه الإجراءات أحياناً أحداث دموية، مثل مذابح كيشينيف، ومن أمثلة القوانين التي أخذت تصدر تباعاً: حق السكان الروس في طرد اليهود من قراهم، واليهودي الذي يغادر قريته لا يسمح له بالعودة، ومنع تشغيل اليهود في المناطق الريفية، واليهودي الذي يهجر مهنته للعمل في التجارة يسقط حق إقامته في روسيا، وتحريم إقامة اليهود في موسكو، وحرمان اليهود من حق الانتخاب والترشيح لمجالس البلديات. وقد أدى كل ذلك إلى ظهور ما يعرف بـ" المشكلة اليهودية"، إذ إن ملايين اليهود أصبحوا يبحثون عن فرصة للخلاص مما هم فيه، كما تمكنوا من تحويل عواطف يهود أوروبا الغربية وأمريكا نحوهم، وبدأت أعداد هائلة من اليهود في الهجرة إلى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية والجنوبية[60].

وبلغ عدد اليهود الذين تركوا بلدانهم الأصلية (خصوصاً روسيا وأوروبا الشرقية)، خلال الفترات 1881- 1914، نحو مليونين و 367 ألفاً، تمكن 28 ألفاً منهم من النفاذ إلى فلسطين، رغم الإجراءات العثمانية لكبح هجرتهم[61]. ووجدت الحركة الصهيونية في هذه الأجواء فرصة خصبة للعمل بالدعوة إلى أنه لا يمكن حل مشكلة اليهود بمجرد الهروب منها (الهجرة)، و لكن الحل الجذري يكمن في إقامة كيان آمن مستقل يحكمه اليهود أنفسهم، و أيدت أوروبا الغربية هذه الفكرة تخفيفاً من عبء الهجرة اليهودية إلى أرضها، واستجابة لعواطفها الدينية البروتستانتية، وتحقيقاً لأهداف سياسية واستراتيجية أخرى.

وعلى ذلك فإن العداء لليهود في أوروبا أسهم بشكل لا يقل عن العواطف المؤيدة لليهود في تأسيس الحركة الصهيونية، لأنه أوجد مشكلة فعلية يجب السعي مباشرة وبسرعة لحلها، وقد تمكن اليهود من استثمار ذلك بشكل كبير، وكان على أهل فلسطين والعالم الإسلامية أن يدفعوا فاتورة مشاكل اليهود ومعاناتهم في أوروبا؟!!

5. بروز العوامل الاستراتيجية والسياسية: كان نابليون بونابرت N. Bonaparte (1769- 1821) أول رجل دولة يقترح إقامة دولة يهودية في فلسطين سنة 1799، وذلك في أثناء حملته المشهورة على مصر، وبمناسبة هجومه على فلسطين وحصار عكا. ورغم أن نص البيان الذي أصدره لليهود تهيمن عليه الروح الدينية، إلا أن بعض الباحثين يرون أن ذلك كان ينسجم مع اهتمامه السياسي في الاستفادة من اليهود في خططه الاستعمارية[62]. وقد فتحت حملة نابليون على مصر وفلسطين عيون بريطانيا على المنطقة فافتتحت قنصلية لها في القدس، كلفتها بتوفير الحماية لليهود بشكل عام وليس لليهود البريطانيين فقط[63]. وعندما تمكنت بريطانيا من السيطرة على قبرص 1878 وعلى مصر 1882 أصبحت الدولة الاستعمارية الوحيدة التي لها قواعد في شرق البحر المتوسط، وكان لقناة السويس أهمية كبرى كشريان حيوي للمواصلات البريطانية مع مستعمراتها في الهند وجنوب شرق آسيا وغيرها، وخشية من بروز خطر إسلامي على هذه المصالح أو قدوم أي استعمار منافس (فرنسي، ألماني، روسي..) إلى المنطقة، ظهرت أهمية احتلال فلسطين لتأمين الجناح الشرقي لقناة السويس وقد أشار إلى الجانب الاستراتيجي عدد من قادتهم ومفكريهم وكتابهم، من أمثال كتشنر، وكيرزون، ولويد جورج، وثومبسون[64].

6. فكرة الدولة الحاجزة وإضعاف العالم الإسلامي وإبقائه مفككاً: وهي مرتبطة بالنقطة السابقة لما لهذا الأمر من أهمية استراتيجية كبرى لدى الدوائر الغربية، لكننا وضعناها في نقطة منفصلة لأن لها أبعاداً دينية وتاريخية وحضارية.

فقد عاش العالم الإسلامي وأوروبا المسيحية ثلاثة عشر قرناً من الصراع والتنافس والحروب، سواء كان ذلك على الجبهة الإسلامية البيزنطية، أو الحروب الصليبية، أو الصراع على الأندلس (إسبانيا والبرتغال)، أو الصراع العثماني الأوروبي، وبشكل عام كانت الكفة راجحة بأيدي المسلمين طوال أحد عشر قرناً، وكان الأوروبيون لا يكادون يفرحون بسقوط دولة مسلمة إلا وتظهر مكانها دولة أشد قوة، وما كانوا يسددون ضربة للعالم الإسلامي، إلا ويجدون أن المسلمين يستوعبون الصدمة ويقومون بحيوية متميزة برد الصاع صاعين وتحقيق نجاحات أكبر. فما أن انتهت دولة الراشدين التي فتحت الشام ومصر وأرمينيا من أيدي النصارى، حتى قامت الدولة الأموية التي فتحت شمال إفريقيا والأندلس وجنوب فرنسا. وبعد قيام الدولة العباسية تم فتح صقلية، واستوعب المسلمون صدمة الحروب الصليبية فقامت الدول النورية والأيوبية والمملوكية بتدمير الصليبيين ودحرهم. وجاء العثمانيون ليفتحوا آسيا الصغرى (الأناضول) والقسطنطينية، وليسقطوا الامبراطورية البيزنطية، ويفتحوا بلاد شرق أوروبا مما بدا رداً عملياً على سقوط الأندلس، وإبرازاً للحيوية الإسلامية المتدفقة، والتي ظلت على أَلَقها وريادتها حتى القرن الثامن عشر.

لقد كان هناك دائماً دولة للمسلمين تكون القوة الأولى في العالم، أو أحد القوى الكبرى على الأقل، ويبدو أن الضعف العثماني وتفكك قوة المسلمين وتأخرهم الحضاري، خصوصاً في القرن التاسع عشر، قد أعطى الغرب الأوروبي المثقل برصيد تاريخي من الخصومة والعداء فرصةً ذهبية لا تعوض، فكان السؤال البارز هو كيفية ضمان ألا تظهر قوة إسلامية كبرى تحل مكان الدولة العثمانية حال سقوطها، وتهدد من جديد مصالح الغرب ومطامعه؟؟، ولذلك كانت هناك فكرة الدولة الحاجزة التي تغرس في قلب العالم الإسلامي وعند نقطة اتصال جناح العالم الإسلامي في آسيا بجناح العالم الإسلامي في إفريقيا، بحيث يفصل بينهما كيان غريب معاد يمنع أي وحدة أو نهضة إسلامية محتملة، ويكون رأس رمح لضرب أي نمو حضاري قوي في المنطقة. أو على الأقل فإنه سيشغل العالم الإسلامي بمشكلة طويلة معقدة تستنـزف طاقاته وجهوده وتبقيه إلى أبعد مدى ممكن في فلك التبعية والضعف و الحاجة للعالم الغربي. وكما سيكون الغرب بحاجة ماسة لهذا الكيان لخدمة هذه الأهداف، فإن هذا الكيان سيكون بدوره بحاجة ماسة للغرب لضمان وجوده ونموه واستمراره، مما يوجد علاقة تحالف استراتيجي راسخ بين الطرفين يكون شعارها ضمان ضعف وتفكك وتخلف العالم الإسلامي.

وقد تكرست فكرة الدولة الحاجزة في توصية مؤتمر لندن الاستعماري الذي عقد سراً في لندن خلال الفترة 1905- 1907، بدعوة من حزب المحافظين البريطاني واشتركت فيه مجموعة من كبار علماء التاريخ، والاجتماع والجغرافيا، والزراعة والبترول والاقتصاد، وناقش سبل تحقيق المصالح الغربية والهيمنة على المنطقة الإسلامية وغيرها. ورفع المؤتمر توصياته إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك (كامبل بنرمان C. Bannerman) وقد أكد فيها أن إقامة حاجز بشري قوي وغريب في منطقة شرقي البحر المتوسط وعلى مقربة من قناة السويس، قوة عدوة لشعب المنطقة، وصديقة للدول الأوروبية ومصالحها، هو التنفيذ العملي العاجل للوسائل والسبل المقترحة[65].

وقد أدركت الحركة الصهيونية أن مشروعها في إنشاء دولة يهودية في فلسطين لن يكتب له النجاح إلا برعاية دولة كبرى وحمايتها، ولذلك عرضت مشروعها هذا في ضوء المصالح التي يمكن أن تجنيها القوى الاستعمارية الكبرى، وهو ما أكده رئيس المنظمة الصهيونية العالمية هرتزل لوزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشمبرلن عندما التقاه سنة 1902 وقال له إن قاعدتنا يجب أن تكون في فلسطين، والتي يمكن أن تكون "دولة حاجزة" بحيث تؤمن المصالح البريطانية[66].

وهكذا، فإن تضافر العوامل السابقة مجتمعة هيأ الظروف المناسبة لبدء المشروع الصهيوني وإكسابه طبيعة عملية لينشأ بعد ذلك ما يعرف بـ"القضية الفلسطينية".

الثلاثاء، 5 يوليو 2011

تاريخ ارئيل شارون المجرم


من هو اريئيل شارون، وما هي حقيقة الشخص المستترة وراء "الاساطير" المروية عنه، والحكايات المنسوجة حوله على مدار اكثر من نصف قرن من الزمان؟ اين عاش، وكيف عاش حياته؟ ما هي المصادر والعناصر التي كونت شخصيته الخاصة؟ ما هي دوافعه، والى اين يمضي؟
لعل ابلغ العبارات الواردة في سياق سيرته، انه "لا يتوقف في الضوء الاحمر"، وهي عبارة استنبطها الصحافي الاسرائيلي عوزي بنزيمان من الاف الشهادات والنصوص والوثائق والمستندات المتعلقة بهذا الشخص، والتي كونت مادة كتابه الشهير عنه من منتصف الثمانينات، الذي يحمل نفس العنوان، ذكرى لتلك الايام التي كان الموقف فيها من شارون موقفا من كل ما هو غير انساني واجرامي وبشع حقا.
بمعزل عن كل هذه التساؤلات، يمكن لكل باحث ومراقب لمجريات الصراع في الشرق الاوسط الاستنتاج أن سيرة ارئيل شارون هي سيرة شخص يؤثر منذ جيلين تقريبا وبصورة حاسمة على الواقع الاسرائيلي، وعلاقات اسرائيل بجاراتها، ومكانتها في العالم كله. انها سيرة "الجنراليسمو" الذي لا يعرف الرحمة، ومَن توصل بصورة ديماغوغية لا مثيل لها الى جرف الجماهير وراءه، عائدا، في الوقت ذاته، على كل من هم حوله، بخيبة امل شخصية منه، دائما ما كانت تدفعهم الى حد الابتعاد عن الشخص، وسيرته.

لكن سيرة اريئيل شارون، هي سيرة اسرائيل بجوانبها المتعددة، وسيرة اهم مرحلة من مراحل الصراع في الشرق الاوسط بين الصهيونية والشعب الفلسطيني، وهي، كذلك، بجانبها الاخر، سيرة وقائع وفصول مأساوية من تاريخ شعبنا في نضاله من اجل التحرر والاستقلال، هذا النضال الذي تقاطع اكثر من مرة وتشابك مع سيرة احد ابرز مجرمي الحرب في زماننا، ومن بات قادرا على تحريك المجموعات السياسية كلها للاصغاء اليه، ولحساب الف حساب لسلوكه ودوافعه وغاياته.


أ) معلومات شخصية

- مولود في 27 سبتمبر 1928 في »كفار ملال« تحت الاسم اريئيل شاينرمان.
- يسكن في« مزرعة الجميز« (حفات هشقماه) في النقب، ولديه بيت في الحي الاسلامي في البلدة القديمة بالقدس.
- ارمل، ولديه ولدان - عومري وجلعاد. قتلت زوجته الاولى مرغليت في حادث طرق.
- لقي ابن له يدعى غور حتفه برصاصة بارودة طائشة وهو في الحادية عشرة من عمره.
- في عام 2000 توفيت زوجته الثانية ليلي بمرض عضال.
- درس التاريخ والعلوم الشرقية في الجامعة العبرية بالقدس )1953(
- يحمل لقبا في الحقوق من جامعة تل ابيب )1958 - 1962(
- يتكلم العبرية والانجليزية والروسية.
مهنة مسجلة: مزارع

ب) السيرة العسكرية:

- انضم الى »الهجناه« في سنة 1945 وعمل في شرطة التجمعات السكنية العبرية
- في حرب 1948 كان قائد شعبة في لواء الكسندروني
- جرح في المعركة على اللطرون
- في سنة 1949 عين قائدا لكتيبة، وفي 1951 عين ضابط استخبارات قيادي
- في اثناء دراسته الجامعية في سنة 1952 عين قائدا لوحدة 101، التي تشكلت للرد على عمليات الفدائيين
- في 1953 اشرف شارون على تنفيذ مذبحة قبية، التي تم خلالها تفجير البيون على ساكنيها.
- في 1956 عين قائد فرقة المظليين وشارك في العدوان الثلاثي على مصر
- في 1966 حصل على رتبة بريغادير جنرال، كرئيس لقسم الارشاد في الجيش
- كان قائد لواء مدرعات في حرب 1967
- في 1969 عين قائدا للمنطقة الجنوبية وعمل على تحصين »خط بارليف«
- ترك شارون الجيش في حزيران 1973 للتنافس في انتخابات الكنيست
- مع اندلاع حرب تشرين 1973 اعيد الى الخدمة العسكرية قائدا للواء مدرعات واشرف على عملية اختراق قناة السويس من خلال نزاع مكشوف مع قادته[/
color]
[/color]

ج) السيرة السياسية:

- عضو كنيست منذ العام 1974
- في الكنيست الثامنة كان نائبا عن الليكود، لكنه خرج بعد عام
- بين حزيران 1975 ومارس 1976 عمل مستشارا خاصا لرئيس الحكومة رابين.
- عشية انتخابات الكنيست التاسعة، اقام حزب »شلومتسيون« وفاز بمقعدين في البرلمان. انضم حزبه الى حزب »حيروت« في اطار »الليكود«.
- كان نائبا من قبل »الليكود« منذ الكنيست التاسعة حتى الكنيست الثالثة عشرة
- في حكومة بيغن الاولى حصل على حقيبة الزراعة واشغل منصب رئيس اللجنة الوزارية لشؤون الاستيطان. في هذا الاطار كان مسؤولا عن اقامة مستوطنات جديدة في الاراضي المحتلة
- عين وزيرا للدفاع في الكنيست العاشرة.


د) لبنان:

- في يناير 1982 استكملت هيئة الاركان العسكرية العامة، بطلب من شارون، »عملية الصنوبر«، التي بدأت في يونيو من نفس العام، في نطاق حرب »سلامة الجليل«.
- كانت اهداف تلك العملية وفقا لشارون: ابعاد مستوطنات الشمال عن مدى الصواريخ الفلسطينية، وتصفية قيادة وعناصر المنظمة في لبنان عسكريا وسياسيا، واقامة حكومة قانونية في لبنان توقع اتفاق سلام مع اسرائيل، وابعاد السوريين عن منطقة بيروت.
- في اعقاب قضية قضائية ادارها شارون ضد عوزي بنزيمان وصحيفة »هارتس« قرر القاضي ان الجملة القائلة »ان مناحم بيغن عرف حقا ان شارون خدعه« لا تحمل اي تشهير ضد شارون، الذي قدم استئنافا على القرار.
- في 16 سبتمبر 1982 صادق شارون على دخول الكتائب الى مخيمي صبرا وشاتيلا، غداة اغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل. بعد المذبحة التي نفذتها الكتائب، تشكلت لجنة تحقيق رسمية برئاسة القاضي اسحاق كاهن.
- وجدت لجنة كاهن ان هناك »مسؤولية شخصية ملقاة على عاتق شارون« فاضطر للاستقالة من منصب وزير الدفاع.
- بعد ذلك اصبح شارون وزيرا بلا وزارة.
- اصدرت محكمة في نيويورك حكما لصالح شارون في قضية رفعها ضد اسبوعية »تايم« التي كتبت ان شارون شجع عائلة الجميل على الانتقام من الفلسطينيين.
- في ابريل 1982 قاد شارون عملية اخلاء مستوطنات مشارف رفح ويميت تمهيدا لاعادتها الى مصر.
- بعد ان غادر اخر الجنود الاسرائيليين يميت في 24 ابريل 1982، اصدر شارون اوامره بهدم المباني في يميت.


هـ) في "الليكود":

- في الكنيست الثانية عشرة كان وزيرا للتجارة والصناعة وبعدها وزيرا للبناء والاسكان.
- في فبراير 1992 تنافس على رئاسة الليكود قبالة اسحاق شمير ودافيد ليفي.
- وصل شارون للمكان الثالث، مع 22% من المؤيدين.
- في التنافس التالي على رئاسة الليكود في فبراير 1993 اختار شارون الا يتنافس قبالة بنيامين نتنياهو.
- في الكنيست الرابعة عشرة لم يدرج اسمه في قائمة الوزراء في حكومة نتنياهو، وفقط بعد حملة اقناع حصل على حقيبة الانشاءات.
- بعد خروج دافيد ليفي عين شارون وزيرا للخارجية.
- بعد فشل نتنياهو في انتخابات 1999 انتخب شارون لرئاسة الليكود في منافسة امام ايهود اولمرت ومئير شطريت.
- فاز شارون باغلبية 53%.
- في الكنيست الخامسة عشرة كان شارون نائبا عن الليكود ورئيسا للمعارضة.
- "لكل يهودي الحق بزيارة جبل البيت"، قال شارون، وقام في الثامن والعشرين من سبتمبر 2000 بزيارته المشؤومة لمنطقة الحرم، التي اشعلت انتفاضة الاقصى بعد ذلك بيومين.
- في ديسمبر 2000 انتخب مرشحا عن الليكود لرئاسة الحكومة في اسرائيل، في انتخابات مبكرة تحددت ليوم السادس من فبراير .2001
- في 29 مارس اذار الماضي بدأ شارون اجتياحه الاجرامي لاراضي السيادة الوطنية الفلسطينية، في ما اعتبر اعادة احتلال للضفة الغربية وقطاع غزة، يبدو انه لن ينتهي في الافق المنظور.

الأحد، 3 يوليو 2011

نهاية إسرائيل كما يراها اليهود


نهاية إسرائيل كما يراها اليهود


كان لافتا جدا التحرك المحموم الذي تقوم به جماعات يهودية لا ترى في إسرائيل إلا لعنة من الله .. لا يرون في قيام دولة إسرائيل إلا مخالفة صريحة لنصوص التوراة ... ومن هذه الجماعات جماعة ( ناطوري كارتا ) وهي الأشهر بين هذه الجماعات اليهودية التي بقت على عدائها لإسرائيل باعتبارها مشروعا صهيونيا لا يمثل التراث اليهودي أو التعاليم اليهودية .

وتعد جماعة ( ناطوري كارتا ) أو حراس المدينة أكبر الجماعات اليهودية الدولية التي بقت على عدائها لإسرائيل والحركات الصهيونية ؛ حيث ترى هذه الجماعة التي أسست عام 1935م أن الصهيونية أخطر المؤامرات الشيطانية ضد اليهود وأن إسرائيل دولة غير مشروعة . ولجماعة ناطوري كارتا نمطهم الاجتماعي والاقتصادي الخاص بهم ، ويقع مقرهم الرئيس في ( بروكلين ) في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية ، كما توجد لهم تجمعات رئيسة أخرى في تل أبيب والقدس وبريطانيا وأستراليا ودول أخرى عديدة .

وقد أرسلوا إلى الأمم المتحدة عام 1948م رسالة احتجاج يعلنون فيها رفضهم قيام إسرائيل ، ويرفضون الاعتراف بها حتى الآن ، كما يعدون يوم إعلان إسرائيل يوم حداد ينكسون فيه الأعلام ، ويسيّرون فيه المظاهرات ، ويصدرون البيانات المعادية لإسرائيل والصهيونية . وقد بدأت ( ناطوري كارتا ) في الآونة الأخيرة في إعادة تنظيم صفوفها من جديد ؛ حيث ينادون بإسقاط إسرائيل ، وإعلان الدولة الفلسطينية على كامل تراب فلسطين ، وتدويل القدس . ومنذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية نظموا عدة مسيرات ، وأصدروا بيانات تصف إسرائيل بالعنصرية والدموية .

بسبب أخطائنا طردنا من الأرض !

هذه الحركة اليهودية المعارضة تدعو إلى الرجوع إلى الديانة اليهودية المحقة ... التي تنص على عقاب الله لليهود بالطرد من الأرض .. يقول المتحدث الرسمي باسمهم الحاخام يزرائيل ديفيد وايس : " اليهودية دين من آلاف السني له كتاب التوراة من الله للشعب اليهودي ، والشعب اليهودي يتبع التوراة دائما ، كتاب التوراة يقول : إن الجيش اليهودي أعطى أرضا ، ومن يرتكب الخطيئة يخرج من الأرض ، وكتب الأنبياء تقول بكل صراحة : :إننا طردنا بسبب خطيئتنا من تلك الأرض ، كل يهودي يعترف بذلك ، نحن نقول ذلك في صلواتنا ، بسبب أخطائنا طردنا من الأرض ، هذا اعتقاد يهودي ، اليهود قبلوا بهذا العقاب من الله ، وقبلوا أن يعيشوا بين الأمم بسلام وباحترام القانون في كل بلد يقيمون فيه . إلى مائة سنة تقريبا عندما جاءت حركة الصهيونية ، وجاءت حركة الإصلاح التي تركت الديانة اليهودية التي تتبع التوراة ، من هنا ولدت حركة الصهيونية ، هؤلاء لم يكونوا متدينين . ( فيدل هيرتزل ) وأصدقاؤه كانوا غير متدينين ، لقد تركوا تعاليم التوراة ، ولذلك عندما رأوا معاناة الشعب اليهودي ، ومعاداة السامية ؛ لم يقبلوا ذلك بأنه حكم من الله ، كما قال في التوراة : إنه إذا عوقبت فإنك تتوب " .

اليهودية من دين روحي إلى كيان سياسي:

وترى جماعة ( ناطوري كارتا ) أن الديانة اليهودية لا علاقة لها بما تفعله إسرائيل ، بل تتبرأ منه ...وأن قيام إسرائيل أساسا كان اختراقا من الصهيونية ... لكن لماذا اليهودية ؟ لماذا لم يخترقوا ديانة أخرى ؟ يجيب الحاخام ( وايس ) لقناة الجزيرة في حوار معه العام الماضي : ببساطة لقد كانوا يهودا ، ولدوا يهودا ، وأرادوا أن يحولوا اليهودية التي كانت تمنعهم من التمييز من شعوب أخرى . لأن الناس كانوا ينظرون إليهم كيهود ، وأرادوا الابتعاد عن ذلك التمييز ، وبذلك قاموا بتحويل اليهودية من دين روحي قدسي إلى حركة وطنية علمانية ، كيان علماني أن نقيم دولة ونحمي أنفسنا ، ولا يزعجنا أحد ، هذه بالنسبة إلينا كفر بالله .
إلى زمن الحرب العالمية الثانية ، كان اليهود يعارضون الصهيونيين ويطردونهم من الجامعات ، ومن المجتمعات ، كل اليهود كانوا يعرفون أن الصهيونية ضد الله في أن تقيم دولة ؛ لأنها تعارض حكم الله ، ولذلك قبل قيام دولة إسرائيل كان اليهود يعارضون الذهاب إلى فلسطين وإقامة دولة قبل أن يقوم أي ضرر ضد الفلسطينيين ، أو ضد أي شعب آخر . قال الحاخامات : أنتم تقتلون اليهودية . إنكم تحولون اليهودية من دين روحي إلى دولة ... إلى أمة علمانية . هذه ستأتي عليكم بمصائب كبيرة . وكما قلت : إن مثل قتل اليهود هو انتقال اليهودية من الدين الروحي إلى العلمانية ، إذن عندما تسأل الحاخامات الذين يتبعون الصهيونية إنهم يتبعون المغالطة والخطأ .. هناك طبعا مئات الآلاف الذين لا يتبعون الصهيونية ، وكثيرون يتبعون الصهيونية فقط للاستفادة من المأساة الكبيرة !!

ندعو لإزالة إسرائيل !

يقول يزرائيل ديفيد وايس : " نحن ندعو حتما بالتأكيد لإزالة دولة إسرائيل بالكامل ، ليس كما قالت اتفاقات أوسلو أو غيرها من الاتفاقيات التي تقول : إنه يجب أن تكون هناك دولتان ، لأننا نحن نعمل بموجب التوراة . لسنا حركة سياسية ؛ بموجب التوراة نحن كيهود محظور علينا أن يكون لدينا دولة على حساب الشعب الفلسطيني صاحب الأرض ، نريد أن نعيش تحت ظل الفلسطينيين ... تحت حكم الفلسطينيين ، ونقول : إنه لن يكون هناك نجاح للسلام طالما أن هناك دولة صهيونية ، أو ما يسمونه دولة عبرية .

نعم نحن نقول وقلنا هذا أيام أوسلو ، تظاهرنا في واشنطن ، وفي مدريد وقلنا إن هذه الاتفاقيات لن تكون ناجحة ولن تأتي بالسلام ، لأنه طالما أن هناك دولة فهذا تمرد ضد الله ، والتمرد لا ينجح ، الناس نظروا إلينا على أننا راديكاليون في ذلك الوقت .

الحاخامات الكبار في حركتنا قالوا إنه لا يجب العيش في ظل الصهيونية ، هناك عشرات الآلاف تركوا فلسطين حتى لا يعيشوا في ظل الصهيونية ، هناك منهم في لندن ونيويورك ، وهناك مدرسة فكرية أخرى في الجالية اليهودية لا تريد أن تترك إسرائيل على أساس أنها تريد أن تحارب الصهيونية من الداخل ، ويقومون بالتظاهر ، ودائما يعارضون الصهيونية .

ولكن ؛ هل من هاجر إلى فلسطين يستحق غضب الرب ؟ أجاب وايس : أنا لا أحكم بما يقول الله ، ولكن الله يقول بوضوح : إن من يخالف التوراة فإنه يتعرض لغضب الله ، إن الذهاب إلى فلسطين كالصهيوني ، وتقوية الحركة الصهيونية هذا يأتي على الإنسان بغضب الله ، ونحن نعارض الهجرة إلى فلسطين ، هذه كانت غلطا ، أنا لا أقول ذلك ، لكنه موجود في الإنجيل .

ننتظر المسيح ونهاية إسرائيل !!

الذي يؤكد " أخلاص " هؤلاء اليهود الرافضين لإسرائيل أنهم يتخوفون من وقوع العذاب عليهم بسببها ... من واقع كتبهم وأسفارهم .
يقول يزرائيل وايس : " إن دولة إسرائيل سوف تنتهي لا محالة لأنها ضد الله ، الله لا يريد إسرائيل . خطتنا أن يتم ذلك بسلام وبسرعة دون ألم وسفك دماء ، ليس للفلسطينيين أو للطفل الفلسطيني أو لأي شخص ولا أي يهودي لم يفعل شيئا في هذه الجريمة ، لا يجب أن يكون هناك سفك دماء ، ولكن نريدكم أن تفهموا ، وطبعا سوف يكون هناك سيادة ... فلسطينية ، نحن ننتظر عودة المسيح ولا تنتظر عودة دولة إسرائيل ، هذا لا يعني إنه حسب التوراة لن يكون هناك دولة إسرائيل في ذلك الوقت ستكون الأمة كلها معا ، حسبما تقول كتب التوراة ، يقول : إن الأمم سوف تتعايش معا ، وبإمكاني أن أقتبس لك ، الأمم سوف تتجمع معا ، هذا هو أملنا ، وهذا ما نسعى إليه أن يوحي إلينا الله ، وأن يقرأ الناس بالعيش بالسلام ، ويقول : إن الحَمَل سيعيش مع الذئب ، نحن لا نريد الباطل ضد الشعب الفلسطيني ، أملنا ليس قيام دولة صهيونية علمانية ، ولكن أن تتجمع الأمم لخدمة الله ، هذا هو أملنا من المسيح " .

ما هي التسمية التي تنطق بها أسفارهم عند دولتهم لكنهم يحجبونها ؟
لماذا نسبوا الدولة إلى اسم نبي الله يعقوب ؟
هل القداسة التي اجتهدوا في ترويجها لدولتهم تقوم على " حق ديني " أم إنها أساطير وأجندة سياسية سيكتشفون زيفها ؟
وهل تختلف القناعات عن دولة إسرائيل لدى طوائف معتبرة في اليهود ؟ وفي أسفار معروفة يعملون على إقصائها في استشهاداتهم ؟
كيف ستكون نهاية إسرائيل عند طوائف يهودية ونصوص توراتية ؟

فشل وإبادة وشتات طويل :

التاريخ القديم لفلسطين – عند المسلمين واليهود – يؤكد أن فلسطين – مثل غيرها – تعرضت لغزو متكرر مثل الغزو الآشوري في القرن الثامن قبل الميلاد ، وفي هذا الغزو تعرض اليهود إلى حملات إبادة وسحق وسبي وتشتيت حتى أخلي معقلهم – شمال فلسطين – في ذلك الوقت تماما ... ثم جاء غزو آخر لفلسطين هو الغزو البابلي في القرن الذي يليه ( السابع ق . م ) بقيادة نبوخذ نصر ، وحدث السبي البابلي الشهير وأخذ اليهود إلى بلاد بابل وآشور ( وها مؤشر قوي وقديم لديهم في الحقد على بلاد تلك الحضارة – العراق - ) .

وكان الغزو البابلي بمثابة البداية الحقيقية للشتات الطويل الذي استمر حتى عصرنا الحالي .. وجاء بعد الغزو البابلي الغزو الروماني الذي تفوق في سبي وتشتيت اليهود عام 70 ق . م .. وخرج اليهود من فلسطين متجهين شمالا وغربا إلى أوروبا . وعليه – كما تؤكد أسفارهم – فإن الوجود الحقيقي لليهود في فلسطين لم يكن ( عبر التاريخ القديم كله ) إلا في عصر شاؤول وداود وسليمان ( عليهما السلام ) أي حوالي 100 سنة فقط من 1030إلى 923 ق . م .

ويؤكد على ذلك سفر القضاة ، ويذهب إلى أبعد منه حيث ينفي كذلك أية صلة لليهود بالقدس المدنية المقدسة التي أنشأها العرب الكنعانيون القادمون من شبه الجزيرة العربية ، وكانت تسمى ( بيوس ) وسماها العرب الكنعانيون ( أورشاليم ) . ويؤكد سفر القضاة على ذلك وينفي عن اليهود أية صلة بالقدس إلا في مملكة شاؤول وداود وسليمان عليهما السلام .

ويؤكد العهد القديم أن العرب كانوا أصحاب حضارة بينما كان اليهود بدوا !! وهذا بالضبط ما تفوهت به مجموعات ( المؤرخين الجدد ) الذين بدأوا قبل عشرة أعوام تقريبا في كتابة جديدة لتاريخ اليهود راجعين في ذلك ومستندين إلى النصوص الأصلية ( لو وجدت ) ورافضين لكل فكر الصهيونية اليهودي التي تعمل على انتزاع حقوق الغير بالقوة ، وتحرف حقائق التاريخ وتعمل على تهويد مدينة عربية مسلمة ...كما قالوا بأنفسهم !!
كتبهم تفضح مزاعمهم ؟
رد مع اقتباس

أقوى المزاعم والحجج التي يستندون إليها في ( زرع ) دولة ( إسرائيل ) أساطيرهم القائلة بأن الله وعدهم بالعودة إلى " الأرض المقدسة " .. ولكن إن كان وعد الله وعهده لهم يتمثل في إعطائهم هذه الأرض المقدسة فإن الله قال لهم : " وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم " والله يستنكر عليهم فسادهم وقتلهم الأنبياء ويجعلهم ( شعبه المختار !! ) هذه الحقائق كما نعلمها ونعرفها تنطق بها كتبهم أيضا . يقول ( الكتاب المقدس ) : " احفظوا وصايا الرب إلهكم وشهاداته وفرائضه التي أوصاكم بها ، واعمل الصالح والحسن في عيني الرب لكي يكون لك الخير وتدخل وتمتلك الأرض الجيدة التي حلف الرب لآبائك " .. وكذلك يجيء هذا القول في ( التوراة السامرية ) : " تحفظون الله إلهكم وسننه وشواهده التي وصاك ، وتصنع المستقيم والحسن عند الله إلهك حتى يحسن إليك وتدخل وترث الأرض الحسنة التي أقسم الله لآبائك " ..

ومن هنا فإنهم يعترفون بمعصياتهم لأنبيائهم وقتلهم لبعضهم ، ومخالفتهم لأوامر الله ومعصيته ، وعدم حفظهم لعهد الله ووصاياه ، كما تجيء في كتبهم ، وعلى الرغم من ذلك يدفعون أشتاتهم باسم الوعد المفترى ، ومن هنا جاءت تحركات بعض قياداتهم الفكرية التي فطنت إلى أنهم يبنون على أوهام من خلال الرجوع إلى كتبهم ، فمثلا جاء في " سفر التثنية " على لسان موسى عليه السلام : " عصيتم قول الرب إلهكم فلم تصدقوه ، ولم تسمعوا لقوله ، قدكنتم تعصون الرب منذ أن عرفتكم " وفي أنجيل متى جاء على لسان عيسى عليه السلام : " فأنتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء .. أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم " . وفي سفر يشوع 7 : 11 : " قال الرب قد أخطأ إسرائيل – أي ارتكب بنوه الخطيئة – بل تعدوا عهدي الذي أمرتهم به ،بل أخذوا من الحرام ، بل سرقوا بل أنكروا .. " . وفي سفر الملوك 19 : 10 من قول إيلياء ( إلياس عليه السلام ) : " لأن بني إسرائيل قد تركوا عهدك ونفضوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف ، وهم يطلبون نفسي ليأخذوها " . وفي سفر أرمياء 3 : 20 : " حقا إنه كما تخون المرأة قرينها هكذا خنتموني يا بيت إسرائيل ، يقول الرب " .

لكن أخطر هذه النصوص كلها ما جاء في كتابهم ( سفر ميخا ) 3 : 9-11 : " أسمعوا هذا يا رؤساء بيت يعقوب وقضاة بيت إسرائيل الذين يكرهون الحق ويعوجون كل مستقيم الذين يبنون صهيون بالدماء وأورشليم بالظلم رؤساؤها يقضون بالرشوة وكهنتها يعملون بالأجرة " .

وليس أدل على فسادهم من نصوصهم تلك التي يخفونها ويبنون على الأساطير التي تؤكد – عندهم – على وعد مفترى بدخول الأرض المقدسة .

رجسة الخراب :

أشد ما يرتعدون له ويفزعون منه بعد كل هذا ( انتزاع البركة منهم ،وانتقال النبوة منهم ، وسخط الله ولعنته عليهم ) أكثر من كل هذا فإنهم يخشون الخاتمة ويفزعون من انتظارها أو حلولها ... ولكن الأغرب أنهم يعملون على استعجالها في كثير من التصرفات . وبعد أكثر من نصف قرن على قيام دولتهم على احتلال أرض وافتراس شعبها ، نجدهم يفزعون كذلك من اللعنة التي تلاحقهم – من كتبهم كذلك – جراء هذه الدولة التي لا يدرون : أيفرحون بها بعد قرون من الشتات ؟ أم يحزنون بها أكثر من واقع أليم يعيشونه ، ومن واقع مشئوم ترسمه لهم كتبهم جراء هذه الدولة !! فما هو اسم دولتهم التي نسبوها زورا لنبي الله إسرائيل ؟ اسمها كما تعج به كتبهم هو : " رجسة الخراب " أو " وحشة الخراب " أو " شنيعة الخراب " إلى آخر أسمائها المنفرة التي تسجلها كتبهم !!

يقول أحد أنبيائهم " دانيال " في سفره الشهير بعد أن فسر رؤيا طويلة تقوم عليها نبوءته الدالة دلالة واضحة على نهاية دولة إسرائيل نهاية شنيعة .. يقول في واحدة من تلك المقاطع : " فسمعت قدوسا واحدا يتكلم ، فقال قدوس واحد لفلان المتكلم إلى متى الرؤيا من جهة المحرقة الدائمة ( ومعصية الخراب ) لبذل القدس والجند مدوسين ؟ فقال لي : إلى ألفين وثلاثمائة صباح ومساء ، فيتبرأ القدس " 8 : 3- 26
وله رؤيا مشهورة تخاطب نهايتهم بدقة ، ولذلك قاموا بتحريفها ، اسمها ( رؤيا الأسابيع ) فيها يقول الملك له : " سبعون أسبوعا قضيت على شعبك وعلى مدينتك المقدسة لتكميل المعصية ، وتتميم الخطايا والكفارة الإثم ، وليؤتى بالبر ولختم الرؤيا والنبوة ولمسح قدوس القديسين ، فاعلم وافهم أنه من خروج الأمر لتجديد أورشليم وبنائها إلى المسيح الرئيس سبعة أسابيع واثنان وستون أسبوعا " إلى أن يقول : " وشعب رئيس آت يخرب المدينة والقدس ،وانتهاؤه بغمارة ( طوفان ) وإلى النهاية حرب وخرب قضى بها ويثبت عهدا مع كثيرين في أسبوع واحد ، وفي وسط الأسبوع يبطل الذبيحة والتقدمة ، وعلى جناح الأرجاس مخرب حتى يتم ويصب القضاء على المخرب " 9 : 24-27

يقول دانيال في موضع متقدم أيضا : " وأنا سمعت وما فهمت فقلت يا سيدي ما هي آخر هذه ؟ فقال : اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخيفة ومختومة إلى وقت النهاية .. من وقت إزالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرب " .

أسفارهم تلعن دولتهم ؟

من العجائب – كذلك – التي تصاحب تفاني اليهود لدولتهم مع علمهم بأنها ( رجسة ) وخراب تجد أن كتبهم وأسفارهم تحدثهم حديثا مخيفا عن هذه الدولة الملعونة .. وهنا نورد نماذج لما تقوله أسفارهم : " إنك لو اغتسلت بالنطرون ، وأكثرت من الأشنان ، لا تزالين ملطخة بإثمك ، يقول السيد الرب : كيف تقولين لم أتنجس ؟ " سفر أرمياء 2 : 22 . ويتحدث السفر ذاته عن أنها دولة زانية زنت مع كل فاجر .. " دنست الأرض بزناها .. تحت كل شجرة خضراء زنت ...زنت مع أخلاء كثيرين .. زنت مع الحجر والخشب " أرمياء 3 : 2-9 ، ولكن في السفر نفسه ما هو أكثر تهديدا لدولة اليهود حيث جاء : " إني بسبب زنى المرتدة إسرائيل طلقتها فأعطتها كتاب الطلاق " أرمياء 3 : 8 .

وفي سفر حزقيال تشنيع شديد بهذه الدولة حيث جاء : " إن في نجاستك فجورا لأني أردت أن أطهرك فلم تطهري ، ولن تطهري بعد اليوم من نجاستك إلى أن أريح فيك غضبي " حزقيال : 24 : 13 ، وهذا وعيد شديد بإحلال غضب الله على دولتهم ... وفي سفر التثنية سلسلة طويلة جدا من اللعنات ترافق دولتهم وتتوعد بنهايتها شر نهاية ، وفي ختام اللعنات جاء : " هذه اللعنات كلها تأتي عليك وتطاردك وتدركك حتى تبيد ، لأنك لم تسمع لصوت الرب إلهك لتحفظ وصاياه وفرائضه التي أمرك بها فتكون آية وفارقة ، وفي نسلك للأبد " . وهكذا نجد لعنة دولتهم ونهايتها المريرة منثورة في كل أسفارهم بما لا يمكن أن نذكر جميعه ..

مصيرهم كما تصوره كتبهم ؟

من العجيب أيضا أن كتبهم تتحدث عن جهاد المسلمين ضدهم بصورة مشرقة .. يقول سفر يونيل عن المجاهدين : " أعلنوا حربا مقدسة ،وانهضوا الأبطال ، وليتقدم رجال القتال وصعدوا ، أطرقوا محاريثكم سيوفا ... ومناجلكم رماحا ، وليقل الضعيف إني بطل ...أسرعوا وهلموا يا جميع الأمم من كل ناحية واجتمعوا هناك " 4 : 9-11 ، وهذا شحذ للهمم يتحدث عن قتال اليهود وإبطال مفعول قدراتهم كلها ... ويخيفهم سفر أرميا من جنود المسلمين فيقول : " هو ذا شعب مقبل من أرض الشمال ، وأمة عظيمة ناهضة من أقاصي الأرض ، قابضون على القوس والحرية قساة لا يرحمون ، صوتهم كهدير البحر ، وعلى الخيل راكبون مصطفون كرجل واحد للمعركة ضدك يا بنت صهيون " أرمياء 6 : 22، 23 ، لكن سفر عاموس يحدثهم بصراحة عن نهايتهم المأساوية المخيفة فيقول : " قد أتت النهاية لشعبي إسرائيل فلا أعود أعفو عنه فتصير أغاني القصر ولوالا ، في ذلك اليوم يقول السيد الرب وتكثر الجثث وتلقى في كل مكان بصمت " 8 : 2-3 ، أما الأسرى الصهاينة فتصف أسفارهم مصيرهم المأساوي حيث جاء في سفر التثنية : " ويردك الرب إلى مصر في سفن في الطريق التي قلت لك لا تعد تراها فتباعون هناك لأعدائك عبيدا وإماء وليس من يشتري " 28 : 26 ، وتتواصل أسفارهم في كشف نهايتهم السحيقة التي يستعجلونها ويسعون إلى استعجالها مع النصارى بحجة نزول المسيح .. وهم يعرفون أنه يوم الغضب الذي تتناثر فيه جثثهم في كل مكان ..

السبت، 2 يوليو 2011

سمات المجتمع الاسرائيلى

سمات المجتمع "الإسرائيلي"

أ.د.مصطفى رجب

صحيفة الشرق القطرية 2/7/2003

يمثل المجتمع الإسرائيلي مجموعة من التناقضات، فالأرض قديمة قدم التاريخ، ومشحونة بالنسبة لليهود وعديدة، لذلك تتعدد السمات الثقافية لسكانه، نتيجة لتعدد الجهات التي جلب منها سكانها، كما أن التمييز العنصري قائم بين أفراده، سواء بين اليهود أنفسهم أو مع غيرهم.

ومن سمات المجتمع الإسرائيلي ما يمكن توضيحه في النقاط التالية:

1 - أنه مجتمع خليط على كثير من التناقضات في تركيبه الاجتماعي، حيث يتسم بعدم التجانس بين أفراده، إذ يضم خليطاً من ذوي الأصول والثقافات والنزعات، العادات المتباينة، والمتعددة، مما خلق تركيباً مختلفاً في أبعاده الاجتماعية.

2 - أنه مجتمع يهودي بالإضافة إلى اليهود، سكان البلاد الأصليين العرب، الأمر الذي يزيد في تعقيده الاجتماعي.

3 - اليهود، منهم الغالبية الحاكمة وهؤلاء ليسوا من أصل واحد إذ أنهم يتفاوتون بالنسبة للدول التي هاجروا منها وذلك بالنسبة لتاريخ هجرتهم إلى الأرض المحتلة، أما العرب فهم أقلية، وهؤلاء الذين بقوا في أراضيهم منذ 1948.

4 - ينقسم يهود "إسرائيل" إلى مجموعتين كبيرتين، متقاربتين إلى حد ما في العدد، ولكنهما متفاوتان في المكانة الاجتماعية داخل المجتمع، تتفرع كل منهما إلى مجموعات بنسب صغيرة، ووفقاً لمصدر الهجرة أو طبيعة العمل.

أ - المجموعة الأولى: وتتمثل في اليهود الغربيين، ويطلق عليهم اسم «الاشكنازيم» وهؤلاء هاجروا إلى أرض فلسطين من دول أوربا أو أمريكا، ويعيش غالبيتهم في المدن الإسرائيلية، وفي البلاد الساحلية، وتمتاز هذه المجموعة بارتفاع مستواها الثقافي والاجتماعي، وبتوليها معظم المناصب والمراكز الهامة في "إسرائيل".

ب - المجموعة الثانية: وتتمثل في اليهود الشرقيين، ويطلق عليهم اسم «السفرديم» وهؤلاء هاجروا إلى ارض فلسطين من دول آسيا وإفريقيا، ويعيش غالبيتهم في المدن الصغيرة، والمناطق الريفية، والمتدنية في تقدمها وحضارتها، حيث يقومون بالأعمال الحرفية أو المهنية المتواضعة، وكذلك الأعمال الحرة.

وهذه المجموعة الأخيرة، لا تحظى بكثير من المزايا التي يتمتع بها اليهود الغربيون، إذ لا يتولى منهم المناصب ذات الأهمية سوى أعداد قليلة، وينطبق هذا على المقاعد في الكنيست الإسرائيلي، وفي السلك السياسي.

وفي نهاية عام 1976 بلغت نسبة اليهود الشرقيين 46.2% من مجموع سكان "إسرائيل". فيما لو أخذنا بالاعتبار جيل الهجرة والجيل الذي يليه، كما تبلغ نسبة الشباب اليهود الشرقيين الذين لم يبلغوا سن العشرين 52.4% غير أن هجرة اليهود الشرقيين إلى "إسرائيل" أخذت تتدنى بشكل ملحوظ منذ مطلع عام 1970، حيث أخذت المجموعات المهاجرة من يهود الاتحاد السوفيتي السابق تحتل مكان الصدارة كما أن 99% من اليهود الشرقيين الذين لم يتجاوزوا سن العشرين والبالغ عددهم 615800 نسمة قد ولدوا في "إسرائيل".

وهناك صنف آخر من اليهود، يعيش في "إسرائيل"، هؤلاء هم الذين ولدوا في "إسرائيل" سواء كانوا منحدرين من أصول شرقية أو غربية، ويطلق عليهم اسم «جبل صبرا» وتتمثل في هذا الجيل من يهود الأراضي العربية المحتلة، صفات آبائهم من حيث خلافات: الأصل، الجنس، والعادات، والثقافة، وحتى العقيدة أيضاً.

أما عرب «فلسطين المحتلة» "إسرائيل" فهؤلاء يمثلون فئة قليلة لبقية السكان، وهؤلاء ينظر إليهم من قبل المسئولين الإسرائيليين على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية، بالقياس إلى بقية سكان "إسرائيل" الذين يعتبرون مواطنين من الدرجة الأولى.

ويقدر عدد ما بقي من العرب في "إسرائيل" عام 1949 بحوالي 160 ألف شخص، أو ما كان يعادل 13.6 % من مجموع سكان "إسرائيل" في تلك السنة، وقد وصل عدد السكان العرب هناك 1966 - 1967 حوالي 312.500 شخص أي ما يعادل حوالي 11.1% من مجموع السكان.

ويتكون العرب في "إسرائيل" حسب إحصاء 1966 من مسلمين ومسيحيين ودروز بنسبة 71.4% و 18.7% و 9.9% و على التوالي وغالبيتهم العظمى يعيشون في القرى بنسبة 57.7% و 31.8 % في المدن أو 10.5% من البدو.

وتتركز معيشة العرب وإقامتهم في المنطقة الشمالية التي تشمل الجليل والناصرة ومرج بن عامر (57.5% ، وبعضهم 21.5% يعيشون في قرى المثلث العربي على حدود الضفة الغربية للأردن، وقلة منهم 7.5% يعيشون في النقب، وما يماثلهم تقريباً في مدينة حيفا وأقل من هؤلاء بقليل 6% يعيشون في المنطقة الوسطى «القدس الجديدة وتل أبيب واللد والرملة».

في جريدة «كول ها عام الصهيونية» في العدد 2128 نشر الكاتب اليهودي «s.meaiy الوصف التالي لحالة العرب التعسة في يافا، قائلاً: على بعد بضع دقائق من أنوار ومباهج تل أبيت اليهودي، يفاجأ المرء بأكوام من الخرائب، ولا يكاد يجتاز شوارع تل أبيب الجذابة المتألقة بالأنوار حتى يجد نفسه في شارع «حسن بك» الذي يؤدي إلى حي المنشية العربي في «يافا» وينتهي به المسير إلى حي العجمي وهو حي آخر من أحياء «يافا» العربية.

وفي هذه المنطقة يتجمع بقية أهالي يافا، وعلى الرغم من أن المسافة هنا لا تتجاوز مسير ثلاثة دقائق، ولكنها تنتقل بالمرء بين عالمين مختلفين كل الاختلاف.

من خلال العرض السابق لسمات المجتمع الإسرائيلي، يتضح أن المجتمع الإسرائيلي يعيش حالة من عدم التجانس أو التماسك أو السلام الاجتماعي المطلق، بل إن جذور الشقاق والتفكك في ذلك المجتمع ضاربة أطنابها، فلا يزال المجتمع الإسرائيلي في معظمه من المهاجرين القادمين من أكثر من 50 دولة، ولا يشكل جيل الصابرا منهم أكثر من 27.26% هذه النسبة في تناقص لزيادة عدد المهاجرين اليهود عن عدد المواليد.

بالإضافة إلى ذلك، نجد أن هناك نوعاً من التباين في المستويين الاجتماعي والاقتصادي بين (الاشكنازيم) والسفارديم)، بل وبين المستقرين في "إسرائيل" والمهاجرين الجدد ولعل تواجد قرابة ألف يهودي أثيوبي من الفلاشا منهم قرابة 40% غير مؤهلين لأداء أي عمل فضلاً عن تأخر حصولهم على المسكن المناسب، وتأخر تسلمهم للمعونات المالية اللازمة لإعانتهم اجتماعياً، مما دفعهم إلى التظاهر مرات عديدة، بل وإلى حدوث مشاجرات جماعية عنيفة بين الفلاشا والمهاجرين السوفيت وهذه أمور تعكس لنا عمق الفوارق بين الشرائح الاجتماعية في "إسرائيل".

5 - خصائص الاقتصاد الإسرائيلي: السمات الأساسية المميزة للاقتصاد الإسرائيلي هي:

- الاقتصاد الإسرائيلي، اقتصاد صغير الحجم والمعيار الذي نطبقه هنا هو عدد السكان، وقد بلغ عدد سكان "إسرائيل" 3.8 مليون نسمة طبقاً لبيانات 1979، منتصف العام وتشير أحدث الأرقام المتاحة إلى أن هذا العدد وصل إلى 3.9 مليون نسمة بنهاية 1980. فمن الناحية الاقتصادية فإن هذا الحجم لا يشكل قاعدة يكفي اتساعها لاستيعاب ناتج الكثير من المشروعات الإنتاجية عند حجمها الأمثل، وهذا يعني بالضرورة، وكقاعدة عامة أن الإنتاج في مثل هذا المجتمع ليس اقتصادياً بالتعبير الفني، وهو ما يفترض تخصيص مبالغ كبيرة لدعم المشروعات وإعانتها. فعلى سبيل المثال بلغت نسبة الإعانات للمشروعات الصناعية أكثر من 40% من قيمة الناتج في قطاع الصناعة.

- الاقتصاد الإسرائيلي كيان اقتصادي غريب في منطقة الشرق الأوسط، فهو مقطوع الصلة بمحيطه الجغرافي، فلا تتعدى تجارة "إسرائيل" مع منطقة الشرق الأوسط 6% من صادراتها كلها تقريباً من إيران وأقل من 1% من الواردات، هذا في الوقت الذي تزيد هذه النسب على 66%، 75% على التوالي بالنسبة لتجارتها مع دول غرب أوربا وشمال أمريكا، وهذا يجعل العلاقات الدولية الإسرائيلية باهظة التكلفة.

- تعد "إسرائيل" بلداً فقيراً في موارده الطبيعية عموماً، وفي المعادن ومصادر الطاقة بوجه خاص، وذلك بالإضافة إلى اهتمام "إسرائيل" بقطاع الزراعة اهتماماً يرجع إلى أسباب أيديولوجية.

- الاقتصاد الإسرائيلي استيطاني استزراعي فهو يقوم على استيراد البشر والأموال من الخارج. فبالنسبة لاستيراد البشر، يكفي أن نعلم أنه عند إعلان قيام الدولة الصهيونية عام 1948 كان سكانها أقل من مليون نسمة وغداة إعلان تحويل الكيان الصهيوني إلى دولة، ثم إصدار ما يعرف بقانون العودة، عام 1950 وبمقتضى هذا القانون تقرر حق الهجرة لليهود أينما كانوا في "إسرائيل" طبقاً لشروط معينة. وبسبب الظروف التي واكبت إعلان قيام دولة "إسرائيل"، وبالذات ما روجوا له من تعرضهم للاضطهاد على أيدي النازية، تدفقت أعداد كبيرة جداً من اليهود إلى فلسطين.

أما بالنسبة لاستيراد الأموال فيتمثل اعتماد "إسرائيل" الكبير على الخارج في القروض الضخمة التي تتلقاها خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد بلغ إجمالي الديون الإسرائيلية في منتصف عام 1992 حوالي 24.5 مليارات دولار، بارتفاع قدره 88 مليوناً عن العام السابق، هذا فضلاً عن استمرار تلقي "إسرائيل" لضمانات قروض أمريكية تبلغ عشرات المليارات من الدولارات سنوياً، ومن ألمانيا عشرات المليارات بالمارك الألماني، يضاف إلى هذا تلقي "إسرائيل" لمعونات أمريكية سنوياً تصل إلى مليارات الدولارات. هذه كانت لمحة سريعة مفصلة عن خصائص الاقتصاد الإسرائيلي.

الجمعة، 1 يوليو 2011

اكذوبه الهولوكوست اليهودى وتزييف التاريخ


المرجع
الاساطير المؤسسه للسياسه الاسرائيليه
اعداد : المفكر الفرنسى الكبير : روجيه جارودى
الناشر : دار الغد العربى بالقاهرة
رقم الايداع بدار الكتب المصريه : 5957 / 1996

درج اليهود على استخدام ثلاث عبارات لتعريف المعامله التى يدعى اليهود انهم تعرضوا لها على ايدى النازيين الالمان فى الحرب العالميه الثانيه
وقد الح اليهود فى تكرار هذه العبارات عبر وسائل الاعلام بعد سيطرتهم عليها
وظلوا يكررونها فى كتبهم وافلام السينما والبرامج الاذاعيه حتى صدق العالم هذه الاكاذيب وتعاطف معها
وهذه العبارات هى
الابادة الجماعيه
الهولوكوست
المحرقه
وكلها تحمل معنى واحد للاباده الجماعيه
ولو نظرنا الى قاموس لاروس سنجده يعرف مصطلح الابادة الجماعيه بقوله
انها الابادة المنظمه لمجموعه عرقيه بالقضاء على افرادها

وطبقا لهذا التعريف العلمى المتفق عليه عالميا يتضح من الوهله الاولى كذب وتزييف الاستخدام اليهودى لهذه المصطلحات لوصف ما يدعون انهم تعرضوا له
فاليهوديه ليست تصنيف عرقى بل ديانه تشمل بين اتباعها كل الاعراق الانسانيه
فهناكاليهودى الزنجى القادم من افريقيا وهناك اليهودى الابيض القادم من اوروبا وهناك اليهودى السامى القادم من البلاد العربيه .....الخ
ومن النظرة الاولى يتضح ان استخدام وصف الابادة الجماعيه لوصف ما يدعى اليهود انهم تعرضوا له وصف كاذب وتدليس وتزييف للتاريخ
والان يجب ان يثور سؤال منطقى
بفرض تعرض اليهود لما يدعونه
لماذا يقوم النازيين الالمان بمحاوله ابادة اليهود ؟؟؟؟؟؟
اليهود يدعون ان السبب فى ذلك هو تلك الكراهيه والعداء والحقد الكبير الذى كان يحمله هتلر لليهود
لن انساق كما فعل الكثيرون فى البحث عن اسباب كراهيه هتلر لليهود بعدما ابتلعوا الاكذوبه اليهوديه وانساقوا فى ركابها
ولكنى اتوقف لاتساءل
هل كان هتلر حقا يحمل عداء وكراهيه لليهود ؟؟؟؟
وهل كان عداء هتلر وكراهيته مقصورا على اليهود فقط ؟؟؟؟
بدايه يجب ان نعلم ان الحرب العالميه الثانيه خلفت وراءها خمسون مليون قتيل من مختلف الجنسيات والاعراق والعقائد الدينيهمنهم 17 مليون روسى وتسعه ملايين المانى وملايين اخرى من ابناء الشعوب الاوروبيه فى بولدنا والمجر وفرنسا وانجلترا وايطاليا وملايين اخرى فى قارة آسيا فى الفلبين واليابان وغيرها من الدول التى شاركت فى الحرب او دارت معاركها على ارضها
والغريب ان الاعلام الغربى يتجاهل متعمدا اى ذكر لمئات الالاف من ابناء الامه العربيه الذين قتلوا فى تلك الحرب التى لم يكن للعرب ناقه فيها ولا جمل
فقد دارت اشرس معارك تلك الحرب على الارض العربيه فى شمال افريقيا
ومات الاف العرب فى المغرب وتونس والجزائر وليبيا ومصر
بل ان القاهرة والاسكندريه وباقى المدن المصريه تعرضت لقصف عنيف من جانب الطيران الالمانى
ولا نجد اى ذكر لذلك فى الاعلام الغربى كله
مما سبق يتضح ان كراهيه الزعيم الالمانى هتلر والحزب النازى لم تكن موجهه لليهود وحدهم
وان معاناه اليهود باوروبا كانت جزء طبيعى من معانه الشعوب الاوروبيه التى كانوا يعيشون بينها
ولكن سيطرة اليهود على الاعلام العالمى صورت الامر وكأن الغضب النازى كله كان موجها لليهود وحدهم
وان اليهود وحدهم من دفع الثمن
فى تغافل مريب وغريب للخمسون مليون نسمه الذين قتلوا فى تلك الحرب من مختلف الجنسيات والاديان
وتناسى العالم تحت الحاح الاكاذيب اليهوديه كل ضحاياه واصبح لا يتذكر الا معاناه اليهود وضحايا اليهود
واخذ اليهود يتحدثون عن الابادة الجماعيه المنظمه التى مارسها النازيين ضد اليهود
والمدهش حقا انه بعد سقوط المانيا واستيلاء الحلفاء والروس على المانيا لم يجدوا اى وثيقه المانيه تتحدث عن ابادة اليهود
رغم محاولات اليهود الكثيرة للبحث عن اى وثيقه تؤيد اكاذيبهم
وقد اعترف الدكتور كيبوفى من مركز الوثائق فى تل ابيب عاصمه اسرائيل بذلك عام 1960 بقوله :
لا توجد اى وثيقه ممضاه ( موقعه ) من هتلر او غيره من المسئولين الالمان النازيين تتحدث عن ابادة اليهود

وصرح ريمون ارون وفرنسوا فيرى ( وهما من كبار المفكريين الفرنسيين ) فى مؤتمر صحفى عقد فى فبراير 1982 :
رغم البحوث المتعمقه لم يتم العثور مطلقا على امر من هتلر بابادة اليهود

وهكذا يتضح ان تعصب هتلر الذى كان يرى ان الجنس الارى ( الالمانى ) هو انقى الاجناس وانه الاحق بالسيطرة على العالم
هذا التعصب البغيض الغبى لم يكن موجها فى الاساس ضد اليهود بل انهم حتى لم يكونوا الضحايا الرئيسيين له
لقد كان تعصب هتلر موجها للجميع ودفع العالم كله ثمنه
خمسون مليون من القتلى وتدمير الاف المدن القرى
ولكن
تحت الحاح الاكاذيب اليهوديه ابتعل العالم الاكذوبه وتناسى الحقائق التاريخيه المعلنه والموثقه والمؤكده التى تثبت التعاون الكبير الذى تم بين النازيين واليهود
تناسى العالم كله ان اليهود تعاونوا مع النازيين وقدموا لهم الكثير من الدعم مقابل مساعدتهم فى انشاء وطن قومى لليهود
فقد كان هتلر ينادى بان تكون المانيا للالمان فقط
وكان اليهود يسعون جاهدين لجمع شمل يهود العالم كله فى فلسطين
وهكذا اتفقت مصلحه النازيين مع الاطماع اليهوديه
فكلاهما يؤمن بنظريه النقاء العنصرى وقيام الدوله على نقاء عنصر معين
فكلاهما ( اليهود والنازيين ) وجهان لعمله واحدة
والتاريخ الحقيقى لا يكذب
فقد كان هناك تعاون كبير بين القيادات اليهوديه والنازيين الالمان
دفع العالم كله ثمنه
كان هدف النازيين المانيا بدون اجانب
وكان هدف القيادات اليهوديه جمع يهود العالم ولو بالقوة والاجبار فى فلسطين لانشاء الدوله اليهوديه
أن عداء هتلر وألمانيا النازية وعنصريه الفكر النازى لم تكن موجهه ضد اليهود وحدهم
ولكنها كانت فى عداء واضح للعالم كله حيث كان الفكر النازى ينادى بسمو الجنس الآرى وأحقيته فى السيطرة على العالم
وهو ما دفع دول العالم للاتحاد فى ظل رابطه الحلفاء لمواجهه الفكر النازى العنصرى
وتم فرض الحصار الاقتصادى الدولى على ألمانيا النازية لوئد الخطر النازى قبل أن يستفحل
ولكن اليهود كان لهم موقف أخر
فقد كان هناك توافق فى النظرية بين النازية والصهيونية اليهودية
حيث كانت كل منهما تعتقد الفكر العنصرى القائم على سمو ونقاء جنس بعينه
فقد كان اليهود ( ومازالوا ) يؤمنون بتفوق اليهود على باقى البشر وأنهم الأحق بالسيطرة على العالم
وهو ما دفع اسحاق شامير ( احد قادة اليهود ورئيس وزراء إسرائيل الأسبق ) إلى المناداة بتحالف اليهود مع ألمانيا النازية كما يخبرنا بن زوهار فى كتابه بن جوريون النبى المسلح بقوله :
( فى عام 1941 اقترف اسحاق شامير جريمة لا تغتفر من الناحية الاخلاقيه فقد دعا إلى التحالف مع هتلر والمانيا النازية ضد بريطانيا )
إذا استبعدنا وجهه نظر الكاتب من هذه العبارة تظل حقيقة تاريخيه مؤكده وهى أن اسحاق شامير دعا يهود العالم للتعاون من المانيا النازية

ولكن
هل كان اسحاق شامير يتخذ موقفا شخصيا بموقفه ذلك ؟؟
وهل لم يكن هناك تعاون فعلا بين المانيا النازية واليهود ؟؟
الحقيقة أن موقف شامير لم يكن جديدا ولم يكن موقفا شخصيا بل كان يعبر عن سياسة يهودية قديمه نتج عنها قيام تعاون كبير بين اليهود والمانيا النازية
فقد سبق أن وجه الاتحاد اليهودى إلى الحزب النازى الالمانى مذكرة فى يونيو 1933 أعلن فيها :
بتأسيس دوله جديدة ( المانيا النازية ) أعلنت مبدأ الجنس ( قيام دوله على أساس عنصرى ) نأمل أن تتواءم طائفتنا مع الهياكل الجديدة
وان اعترافنا بالجنسية اليهودية يسمح لنا باقامه علاقات واضحة وصادقه مع الشعب الالمانى وحقائقه القومية والعنصرية وذلك لأننا أيضا ضد الزيجات المختلطة ( قيام الدولة على تعدد الأعراق والعقائد الدينية )
وهنا يجب أن يتوقف اى دارس ليدرك حقيقة التوأمة بين الفكر النازى والفكر اليهودى فكلامهما وجهان لعمله واحدة
وتستمر الوثيقة حتى تقول :
وانه فى حاله موافقة الألمان على هذا التعاون سيسعى اليهود بكل جهدهم لكسر الحصار المفروض على المانيا

وقد رحب زعماء الحزب النازى كثيرا بالتعاون مع اليهود الذى يتيح لهم كسر الحصار الاقتصادى الدولى الخانق على المانيا فى وقت كانت فيه المانيا فى أمس الحاجة إلى كسر ذلك الحصار لدعم اقتصادها حيث كانت تستعد للحرب
وكتب المنظر الالمانى / الفريد روزنبرج : ينبغى مساندة اليهود بكل قوة حتى يتسنى نقل مجموعات من اليهود الألمان سنويا إلى فلسطين

وكتب رينهارت هدريش احد قادة الحزب النازى الالمانى :
اليهود ينادون بمفهوم عنصرى بحت وبالهجرة إلى فلسطين يساعدون على بناء دولتهم اليهودية الخاصة ولهم كل تمنياتنا وإرادتنا الرسمية
إذا فلم يكن هناك اى عداء بين النازية واليهود
ولم يكن هناك اى فكر نازى لإبادة اليهود

بل العكس هو الصحيح
فقد كانت هناك توأمه بين الفكر النازى والفكر اليهودى فى حتمية قيام الدول على أساس عنصرى بحت
وكان هناك اتفاق على حتمية التعاون بين النازية واليهود لكسر الحصار المفروض على المانيا مقابل مساعدة الألمان على نقل مجموعات من اليهود إلى فلسطين

وقد بدا هذا التعاون الجاد والحقيقى فى عام 1933 وتم تجسيده بإنشاء شركتين هما
شركه هاعفرا فى تل أبيب
وشركه يالترو فى برلين
وكانت أليه العمل على النحو التالى :
يودع اى يهودى يرغب فى الهجرة إلى فلسطين ما يعادل مبلغ 100 جنيه استرلينى فى بنك فاسرمان فى برلين وبهذا المبلغ يشترى المصدرون اليهود بضائع المانيه توجه إلى فلسطين أولا ومنها يعاد تصديرها وبيعها فى العالم اجمع
وعندما يصل المهاجر إلى فلسطين يتسلم ما يعادل المبلغ الذى دفعه
( وهو ما أدى إلى دعم وانتعاش الاقتصاد النازى وساعد كثيرا فى إعداد المانيا النازية للحرب )
وقد شارك عدد كبير من قادة اليهود فى تلك العملية والذين أصبحوا فيما بعد من قادة إسرائيل ولا سيما بن جوريون وموشى شاريت وجولدا مائير ( رئيسه وزراء إسرائيل فى حرب أكتوبر 73 ) والتى أدت دورها فى تلك العملية من نيويورك بأمريكا وليفى اشكول الذى كان هو الممثل لليهود فى المانيا النازية
ولقد كانت العملية مربحه جدا للطرفين
فقد نجح النازيين فى كسر الحصار الاقتصادى الدولى المفروض على المانيا النازية
ونجح اليهود بمساعده المانيا فى نقل عدد كبير من اليهود إلى فلسطين وتحفيز باقى يهود أوروبا على الهجرة إلى فلسطين
ودام هذا التعاون العلنى الواضح حتى عام 1941 اى لمده ثمانى سنوات بعد وصول هتلر والنازيين للسلطة فى المانيا
ويحكى ناحوم جولدمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية ورئيس المجلس اليهودى العالمى فى سيرته الذاتية مقابلته مع وزير الخارجية التشيكى والتى عاب فيها الوزير التشيكى على اليهود كسرهم للحصار المفروض على هتلر بواسطة شركه هاعفرا ورفض المنظمة اليهودية تنظيم المقاومة ضد النازية بقوله :
لقد أحسست بكل شعرة من جسمى أن بينيس ( الوزير التشيكى ) كان على حق

من كل ما سبق يتضح أن اى حديث عن كراهية وعداء بين اليهود والنازية هو محض أكاذيب حقيرة وتزييف واضح وصريح للتاريخ
وان اى حديث عن فكر نازى لإبادة اليهود هو محض اكذوبه كبيرة وتزييف كبير للتاريخ